سعيد مرزوق

أخي العزيز إن قانون الأحوال الشخصية أعطى الحضانة لللزوجه مع تكليفك بالنفقات جميعها سواء من نفقة حضانة ومربية ورضاعة مسكن ومصاريف وغيرها ، ورتب أمور الحضانة بأنها تكون للزوجة ثم من يدلي من جهتها مقدم على من يدلي من جهة الزوج بمعني أنه ( الحضانة للزوجه، ثم إم الزوجة، ثم إم الزوج ثم أخت الزوجه، ثم أخت الزوج، ... وهكذا)
ومهما أدعيت ومهما صار لديكم من مشكلات فهي ملح الحياة وحلاوتها ، وكما أنك تقول أن الخلاف بينكم بسيط فإنهُ مقدور السداد والإصلاح بينكم ، فإن لم تستطع فمثل ما قلوا لك الأخوة إبعث بحكم من أهلك وحكم من أهلها، وليس المقصود بحكم من أهلك أي يجب أن تكون بينكم قرابة ، فتصتطيع أن تبعث بجارك أو بإمام المسجد أو برجل ذو وقار وكلمة مسموعة بالحي ، أو كبير العائلة لديكم أو خالك أو أب شخص تثق بهِ وتأمنهُ .
ونصيحتي لك أن لا تأخذ الموضوع بتعنت، وعصبية، أي بالعامية( لا تكبر راسك وتقول أنك راس وراسك ما ينكسر) بال فكر بها إن حصل صلح بينكم فهي بالنهاية زوجتك وإم لأبنائك وإن رضخت لها فهي تستحق ذلك فهي تصنع لك الطعام وتنظف لك ثيابك ومنزلك وتقوم بتربيت أبنائك ، وتحرص على سمعتك وراحتك، فماذا لو جارت عليك بيوم فهي تحملتك كثيراً فلماذا لا تتحملها أنت؟؟؟
وأخبرك بقصة لسيدنا عمر أبن الخطاب ولعلك تعرفها؟؟
وهي عندما جاء لهُ أعرابي وهو خليفة للمؤمنين يُريد أن يشتكي لهُ سوء معاملة زوجتهُ لهُ فعندما طرق باب سيدنا عمر ابن الخطاب سمع صوت يخرج من البيت من عتاب وصراخ وعندما خرج لهُ عمر، كان هادئ وتراجع الأعرابي فسألهُ عمر ما بك فقال جأت أشتكي لك من زوجتي ورأي حالك أشد من حالي فرجعت فقال لهُ عمر مالي لا أتحملها وهي تطبخ لي طعامي وتنظف لي ثيابي ........( طبعاً القصة كتبتها حسب فهمي لها بما لا يخل بالمعنى) والتكمله معروفه لديكم .

فصبرُ جميل وبالله المستعان .

فإن لم تستطع الإصلاح عن طريق المحكمين قبل الذهاب للمحاكم ، فعند الذهاب للمحاكم ( وأنا لا اتمنى أن تصل للمحاكم ) سوف يمر ملف الدعوى بأكملهِ قبل نظرهِ من قبل القاضي للجنة التوجية الأسري فشرح لهم الأمر وضبط نفسك وأبعد عن العبية والتعنت ما استطعت وحاول أن ترضيها بكل ما تطلب فعندما تعودان لبعضكما وتصطلح الأمور بينكما فسوف ترجع لصوابها ولن تطلب سوى العيش معك بسعادة وهناء وأجعل مصلحة الأطفال فوق كل إعتبار ( لإأعتقد أنك الآن تُحِس أن وجودك هو من أجل أطفالك ومن أجل إسعادهم ورؤيتهم في المستقبل في أعلى المراتب، وهذا لا يتحقق إلا بتعاضد وتكامل الأسرة ليس بتفرقها وتفككها.

أمل أن يكون لكلماتي صدا لدى وجدانك وعقلك( فأنا رجل مثلك وأحس بما تحس بهِ) صبرُ جميل وبالله المستعان

محام غير مشتغل لدى وزارة العدل الإماراتية

طالب دراسات عليا بقسم القانون العام