إنه يبتسم
ذهبت يوم أمس لشراء بعض مكونات الفطور وتفاصيل العشاء من البقالة .. تحدثت الى الشاب الواقف منذ الصباح حتى تورمت قدمه وبان الارهاق في عينيه .. ناولني الجبن والزيتون وعصير التفاح والزبادي , وحاول الجمع والطرح ثلاث مرات وكل مرة يعطيني رقما مختلفا عن تكلفة الشراء .. كنت قد حسبتهم سريعا ولكني تركته يحسبهم بعقله المشتت .
قال لي أنه يتقاضي ربعمائة وخمسين جنيها .. ينفق على الفطور من عربة الفول ثلاثة جنيهات , ويينفق على الغذاء من محل الكشري خمسة جنيهات , وينفق على المواصلات ثلاثة جنيهات أخرى , وينام من دون عشاء لأن الاطباء ينصحون بذلك .
انه ينفق 330 جنيه فيصير الباقي من المرتب 120 جنيه .. يعطيهم لخطيبته لأنها تجيد الادخار ( وإديها فيها البركة ) .. ولو ظلت تلك الاموال في يده فهو غالبا سيكون عرضة لغواية الشيطان ومضيعة الفلوس في الحرام ( إنه يخاف الله ولذلك يخشى أن يدخل جوفه طعاما حراما مثل نصف كيلو كفتة أو نصف فرخة مشوية )
إنه يبتسم - اسمه ياسر بالمناسبة - و يحكي لي أن فتاته صبورة ولديها أمل
لـِ محمد الدويك
الأَمَل يحِتَآج ثِقة بِـ أنَ القَآدم هُو الأَفضَل . . ♥
إن رباً كفاكَ بالأمس ما كان سيكفيكَ في غدٍ ما يكون . . ♥
الامام الشافعى