كسف الفريق ضاحي خلفان، في تصريحات الى ال “سي .إن .إن” بالعربية، أن بعض أفراد المجموعة المتورطة في الاغتيال، والتي بلغ عدد أفرادها المعلن عنهم 27 شخصاً ممن يحملون جوازات سفر أوروبية، وفلسطينيين، دخلوا بهوياتهم وأسمائهم الحقيقية، مضيفاً أن بلاده ما كانت لتسمح بدخول المبحوح الى أراضيها لو أن “اسرائيل” كانت قد سلكت الطرق القانونية وطلبت توقيفه عن طريق الإنتربول الدولي .
واعتبر خلفان أن أدلة ال dna التي عثر عليها في مكان الجريمة، “مهمة جداً” لتحديد هوية الضالعين في الاغتيال .
ولدى سؤاله عن دور الموساد “الاسرائيلي” في العملية قال خلفان: “كنت قد قلت في السابق إنهم خلف الجريمة بنسبة 99 في المائة، واليوم أقول إنهم مسؤولون عنها بنسبة 100 في المائة، ولا يساورني اليوم أي شك حول الموساد ودوره” .
ووجه القائد العام لشرطة دبي، رسالة للموساد “الاسرائيلي”، قال فيها: “قائدكم مائير داغان لا يصلح للمهمة الموكلة إليه، وعليه أن يغادر منصبه بسرعة، يبدو أن الموساد ما زال يعمل بعقلية العقد السادس من القرن الماضي، وقد تجاوزه الزمن كثيراً بالتقنيات الموجودة اليوم على مستوى التصوير وال dna والانترنت وتحاليل المختبرات” .
واعتبر خلفان أن الذين نفذوا عملية الاغتيال “أعدوا الجريمة بشكل لو دخل أي محقق إلى موقع الحادث لوجده طبيعياً”، مبيناً أن كشف العملية “لم يكن في حسبانهم، لأنهم ربما سبق لهم فعل ذلك في أماكن أخرى من دون كشفهم” .
وتابع بالقول: “هذه الأمور لا تمشي في دبي، إذ لدينا خبراء أكفاء بالأمن والمعلوماتية، وهم يتمتعون بمستويات علمية وتقنية أعلى من تلك الموجودة لدى الموساد” .
وبالنسبة للفلسطينيين الموقوفين على هامش القضية، قال خلفان إن الشرطة تشتبه في تورط واحد منهما فقط، في حين أن الثاني لم يكن جزءاً من العملية .
ورفض كشف أو تقديم أي معلومات حول مسار التحقيق مع الفلسطيني المعني، ولكنه أشار إلى أن الفلسطيني الآخر “مطلوب لفصيل معين وصادر عليه حكم بالإعدام ونحن سنقوم بترحليه إلى إحدى الجهات” .
وعن أسباب اختيار دبي لتنفيذ عملية الاغتيال، رجح خلفان أن يكون ذلك بسبب سياسة الإمارة التي تتيح دخول حملة الجوازات الأوروبية بلا تأشيرة .
وتابع خلفان قائلاً: “لقد اختاروا دبي لأن المبحوح كان يمر عبرها ترانزيت إلى السودان والصين، وكانت هذه فرصة لاصطياده، وقد استغلوا احترامنا للوثائق الأوروبية واستخدموها كثغرة” .
ورفض خلفان اعتماد الأسلوب عينه للاقتصاص من الموساد، قائلاً: “إذا قام الموساد بتلطيخ الوثائق الأوروبية، وتلويثها، فنحن لن نستخدم الأساليب القذرة كما فعل داغان” .
وأكد أن دبي لديها كل التقنيات اللازمة، إن اضطرت مستقبلاً، لاتخاذ إجراءات أمنية تتعلق بالتدقيق في هوية أشخاص ممن يحملون أكثر من جنسية .
وحض خلفان الدول التي استخدم المنفذون جوازات سفرها إلى محاسبة من يقف خلف العملية، قائلاً: “اليوم نقلت وسائل الإعلام عن السلطات الاسترالية قولها إنها لم تقتنع بالرد الذي أدلى به السفير “الإسرائيلي” لديها حول استخدام جوازات السفر الاسترالية بالعملية، وهذا يعني أن الموساد تطاول على سيادة هذه الدول وأساء إليها، ولم يتجاوز سيادة الإمارات فحسب” .
وحدد خلفان القنوات القانونية الدولية المتمثلة في الانتربول كوسيلة وحيدة لمطاردة قتلة المبحوح، قائلاً إن الأمن الإماراتي “لن يلجأ إلى شريعة الغاب مثل الموساد، لأننا لسنا مثله، قوة خارجة عن القانون الدولي، ونقوم بإرسال جماعات للاغتيال والانتقام” .
ونفى خلفان أن تكون هويات المتورطين في الاغتيال مجهولة بالكامل، كاشفاً أن بعض الأسماء التي استخدمت في العملية حقيقية، وقد دخل أصحابها إلى دبي بجوازات سفرهم الأصلية بلا تزوير، لكنه رفض كشف عددهم أو تحديدهم .
ولدى سؤاله عن معرفة دبي لهوية المبحوح الحقيقية لدى دخوله أراضيها، قال خلفان إن القيادي في حماس دخل مستخدماً اسمه الحقيقي، لكن من دون لقب “المبحوح”، وهو بكل الأحوال لم يكن معروفاً بالنسبة لشرطة الإمارة، بسبب عدم وجود تعميم دولي بحقه .
وتابع خلفان بالقول: “لو كنا نعرف المبحوح لما أدخلناه، ولكنه استخدم اسماً غير معروف لنا، ولم يكن هناك تعميم عليه لأن “إسرائيل” لم تلجأ إلى الانتربول لطلبه، ولو كان حوله أي تعميم لما أخذ تأشيرة إلى الإمارات” .
وأضاف خلفان بغضب: “بأي حق ترتكب “إسرائيل” جريمة على أرضنا، هل ارتكبنا جرائم على أراضيها؟ هل قتلنا أحداً في “إسرائيل”؟ هل قطعنا حتى شجرة فيها؟ هل تريد “إسرائيل” المزيد من الكراهية والعداء ضدها في المنطقة؟ على الشعب “الإسرائيلي” أن يزيل هذه العقول البالية ويأتي بأخرى ترغب في نشر الإخاء وليس العداوة” .
وأردف بالقول: “نحن لا نكره اليهود، بل الأيادي الملطخة بالدماء، سواء أكانت عربية أم غير عربية، نحن نريد من الجميع أن يعرف أننا دولة سلام، ولا نقبل بارتكاب الجرائم على أرضنا” .
ونفى قائد شرطة دبي أن تكون الجريمة قد أثرت في الاستثمارات في دبي، مشدداً على أن المتضررين هم “إسرائيل” والموساد وداغان، بعد أن ظهر للمواطن “الإسرائيلي” أن هناك من يتفاخر بقتل المبحوح بمجموعة كبيرة من القتلة .
ورفض خلفان المواقف الصادرة عن حركة “حماس” وتعليقات قادتها على المعلومات التي يكشفها، قائلاً إنه “لا يهتم بكلام حماس، أو يطلعهم على التحقيق”، ونوه بأن التعامل الإماراتي يتم مع السفارة الفلسطينية الموجودة في البلاد، باعتبارها الجهة الرسمية المعترف بها .
على صعيد آخر، نفى القائد العام لشرطة دبي وجود أية ضغوط من جهات أو دول للتأثير في سير التحقيقات في قضية مقتل المبحوح، قائلاً إن التحقيقات كافة تقوم بها شرطة دبي ومن خلال ضباط مؤهلين بأعلى المستويات الأمنية، ونسير في التحقيقات والاعلان عن كل ما يتعلق بها أولاً بأول من منطلق الشفافية والوضوح، وإن اجراءات ملاحقة المشتبه فيهم تتم عبر القنوات الرسمية الدولية ووفقاً للإجراءات القانونية المتبعة